فبراير ١٢ , ٢٠٢٤
صاحب السمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية
معالي محمد بن هادي الحسيني، وزير الدولة للشؤون المالية،
أصحاب المعالي والسعادة محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية،
السيدات والسادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أتقدم للحضور الكريم بإسم أسرة صندوق النقد العربي والمؤسسة الإقليمية لمقاصة وتسوية المدفوعات العربية (منصة "بنى" للمدفوعات) بالتقدير والامتنان لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على تفضله وتكرمه برعاية الافتتاح الرسمي للمؤسسة، وإلى صاحب السمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية على تشريفه لنا في هذه المناسبة، حيث نطلق رسمياً وبفضل جهودكم المخلصة، منصة "بُنى" للمدفوعات، وهي نظام المدفوعات الذي تشغله المؤسسة الإقليمية لمقاصة وتسوية المدفوعات العربية، التي تتخذ مقراً لها في مدينة أبوظبي وتحظى برعاية كريمة في دولة الإمارات العربية المتحدة التي وفرت لها وحسب اتفاقية المقر بالامتيازات والحصانات ذات الصلة العاملة لمؤسسة مالية عربية إقليمية، بموجب المرسوم الاتحادي رقم 50 لعام 2021.
كما هي مناسبة لكي أشكر أصحاب المعالي والسعادة محافظي المصارف المركزية العربية على اهتمامهم ودعمهم للمؤسسة، مما ساهم بنجاح إنشاءها ومباشرتها لخدماتها. كما لا يفوتني أن أشكر زملائي في الصندوق على جهودهم خلال مراحل إنشاءها، وللزملاء من كادر المؤسسة على عملهم الدؤوب لترجمة رؤية المحافظين لتكون المؤسسة واقعاً ملموساً.
لقد جاء إنشاء هذه المؤسسة ذات الأبعاد الاستراتيجية استجابةً لمبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم الاستقرار الاقتصادي في المنطقة العربية، كما تضمنت برامج العمل الصادرة عن القمة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية العربية، الدعوة لإنشاء مثل هذه المؤسسة لتسهيل التبادل التجاري والاستثمارات البينية بين الدول العربية والربط مع الشركاء التجاريين الرئيسين في المناطق الأخرى.
لقد تبنى مجلس محافظي المصارف المركزية العربية المقترح الذي تم على أثره تكليف صندوق النقد العربي بإنشاء هذه المؤسسة بموجب موافقة مجلس محافظيه، لتصبح اليوم منصة "بنى" للمدفوعات مع حداثة انطلاقها، وجهة معروفة للتحويلات عبر الحدود وتشهد أعمالها تطوراً نظراً للقيمة المضافة التي تقدمها إلى مشاركيها من البنوك التجارية والمركزية. وبالطبع العمل جاري على ضم المزيد من البنوك والمؤسسات المالية من عدة دول، وإضافة عملات جديدة أخرى إلى جانب العملات العربية والدولية الست المدرجة فيها.
كما تسعى "بنى" إلى مواصلة تطوير خدماتها الإبتكارية للدفع عبر الحدود، حيث سبق أن أطلقت خدمات مثل: الدفع الفوري، وخدمة الصرف الأجنبي للعملات، ووضعت خارطة طريق للمزيد من الخدمات المبتكرة في الفترة القادمة.
كذلك وإنطلاقاً من بناء جسور التعاون الاقتصادي والربط مع الشركاء التجاريين الرئيسين للعالم العربي حول العالم يجري العمل حالياً على تنفيذ عدة مبادرات للربط بين منصة "بنى" ونظم الدفع الأخرى نذكر منها جمهورية الصين الشعبية وجمهورية الهند وجمهورية باكستان إضافة الى نظم الدفع القارية في كل من أوروبا وافريقيا. ولم يكن ذلك ليتحقق لولا مواكبة منظومة المنصة لأعلى المعايير الدولية وافضل الممارسات العالمية في مجال المدفوعات عبر الحدود والإمتثال ومكافحة جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
قبل الختام، وإذ نعتز ونقدر دعم ومساهمة المصارف المركزية العربية، إلا أن نجاح المؤسسة واستدامتها في تحقيقها للأهداف والأغراض المأمولة منها، يتطلب دعماً متواصلاً غير محدود من هذه المصارف المركزية في تشجيع استكمال ربط واستخدام المؤسسات المالية والمصرفية لخدماتها والتقدم بمبادرات تعزز من فرص الاستفادة منها.
وختاماً أود أن أجدد الشكر لدولة الإمارات العربية ممثلة بمقام وزارة المالية ووزارة الخارجية ومصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي والقطاع المصرفي على دعمهم ورعايتهم المستمرة لمنصة "بُنى"، والشكر الخاص لسموكم على تشريفكم لنا في هذا اليوم وهو ليس بالأمر المستجد من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة التي لطالما كانت ولا تزال في طليعة الدول الدائمة للعمل العربي المشترك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يوليو ٠٩ , ٢٠٢٤
